الفتاوى

ماهو تعريف الصوفي

ماهو تعريف الصوفي

الجواب: اعلم وفقني الله تعالى وإياك: أن للصوفي عدة تعاريف أهمها: يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني: «الصوفي: فهو في الأصل صوفي على وزن فوعل، مأخوذة من المصافاه، يعني عبد صافاه الحق عز وجل، ولهذا قيل: الصوفي من كان صافياً من آفات النفس، خالياً من مذموماتها، سالكاً لحميد مذاهبه، ملازماً للحقائق، غير ساكن بقلبه إلى أحدٍ من الخلائق» ( ). ويقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير: «الصوفي من صفى سِرُّهُ من كدورات الأكوان، وما رأى لنفسه على غيره مزية» ( ). وقال رضي الله عنه في حكمه: «الصوفي: لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه». ويقول الإمام السهروردي: «الصوفي هو الذي يكون دائم التصفية، ولا يزال يصفي الأوقات من شوب الأكدار بتصفية القلب عن شوب النفس، ويعينه على كل هذا دوام افتقاره إلى مولاه، فبدوام الافتقار ينقي الكدر، وكلما تحركت النفس وظهرت بصفة من صفاتها أدركها ببصيرته النافذة، وفر منها لربه، فهو قائم بربه على قلبه، وقائم بقلبه على نفسه قال الله تعالى: ﱡﭐ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ ( ) وهذه القوامية لله على النفس هي التحقق بالتصوف» ( ). وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري: «الصوفي: من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر» ( ). ويقول الإمام أبو علي الروذباري: «الصوفي: هو من لبس الصوف على الصفاء وأطعمه الهوى ذوق الجفاء وكانت الدنيا منه على القفا وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم» ( ). ويقول السرَّاج: «إذا قيل لك: الصوفية من هم في الحقيقة؟ صفهم لنا فقل: هم العلماء بالله وبأحكام الله، العاملون بما علمهم الله تعالى، المتحققون بما استعملهم الله عز وجل» ( ). ويقول ذو النون المصري: «الصوفي إذا نطق أبان منطقه عن الحقائق وإذا سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق» ( ). وقيل الصوفية: أوفر الناس حظاً في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحقهم بإحياء سنته، والتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن الاقتداء به وإحياء سنته» ( ). وفي هذا القدر الذي نقلناه كفاية لمعرفة التصوف والصوفي، نسأل الله تعالى أن يعرفنا بالتصوف ظاهراً وباطناً.

Leave A Comment

Your Comment
All comments are held for moderation.